كيف تصف العلاقات الأردنية القطرية؟
العلاقات القطرية الأردنية كانت على الدوام علاقات أخوية عميقة سواء ما بين القيادتين أو الشعبين، ولذلك نحن بحمد الله وبفضل إدراك قيادتي البلدين وما يجمع بين البلدين من روابط فإننا نتحدث عن علاقات اخوية مستمرة يزداد زخمها كل يوم في مختلف المجالات. والتنسيق والتشاور حول القضايا المحورية قائم وعلى اعلى المستويات والعلاقات الثنائية استمرت بوتيرة متصاعدة وتوسعت أوجه التعاون المشترك وشملت مجالات جديدة، وتم التوقيع على العديد من الاتفاقيات في أغلب المجالات، كما تنامت أوجه التعاون وتبادل الخبرات بين البلدين وهذا يؤك? على عمق العلاقات والتقدير الموضوعي للمستجدات، كذلك خلال عام 2018 جاءت منحة سمو أمير البلاد بتخصيص عشرة آلاف وظيفة في قطر للأشقاء الأردنيين، والرقم الآن قابل للزيادة، وهناك فرص استثمارية جديدة بين البلدين. هذا فضلا عن تنامي الزيارات المتبادلة بين البلدين سواء على المستوى الرسمي أو على مستوى القطاع الخاص. وهناك أيضا فرص قادمة للمزيد من التعاون والتكامل.
عندما كلفت من قبل سمو امير البلاد المفدى بمهمتي كسفير لبلادي في بلدي الثاني كان توجيه سموه الوحيد هو العمل الدؤوب، من اجل الاستمرار في الارتقاء بهذه العلاقة وتعزيز اواصرها، مؤكدا لي ان مهمتي ستكون مريحة لأن في الأردن شعبا محبا وقيادة حكيمة.
وهذا الأمر لمسته منذ اللحظة الأولى لوصولي إلى عمان مقدرا للجميع سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي هذه المشاعر وطيب الاستقبال، وهذا ليس بغريب عن الأردن والنشامى.
وأود أن أقول ان حصيلة التفاعل بيني وبين المسؤولين في مؤسسات الدولة ومع القطاع الخاص تؤسس للكثير من أوجه التعاون الثنائي وبما يصل بها الى مراحل استراتيجية بإذن الله.
وأحب أن اذكر دائما بأن العلاقات القطرية الأردنية علاقات عميقة ومتينة سواء ما بين القيادتين أو الشعبين، وما يجمع بين بلدينا من روابط يجعلنا نصفها دائما بالعلاقات الأخوية المبنية على التعاون والتكامل والتفاهم والتنسيق المشترك. وهي علاقات حيوية تشهد كل يوم توسعاً وزيادة في أوجه التعاون وفي مختلف المجالات.
كيف تنظر قطر إلى موقف الأردن من الوصاية الهاشمية على المسجد الأقصى والأماكن المقدسة؟
دولة قطر تشيد بالمواقف الأردنية الثابتة تجاه العديد من القضايا وفِي مقدمتها القضية الفلسطينية والمحافظة على الحقوق الإسلامية والعربية في مدينة القدس الشريف التي تنضوي تحت الوصاية الهاشمية الكريمة. وتحرص وتؤكد دائما على أهمية تكاتف الجهود العربية وعلى تمتين الصف الفلسطيني دعماً للقضية الفلسطينية.
وموقف دولة قطر شديد الوضوح في قضية الوصاية الهاشمية فقد أكد سمو أمير البلاد المفدى أكثر من مرة على تقدير دولة قطر ودعمها للوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.
وان دولة قطر في موقفها هذا وفي حرصها على الوقوف إلى جانب المملكة الأردنية الهاشمية حكومةً وشعبا تنطلق من العلاقات الأخوية التاريخية الوطيدة بين البلدين ومن مبادئها الراسخة، وقيمها العربية الأصيلة، ولن تتوانى عن قيامها ووفائها بواجبها القومي والإسلامي تجاه الدول العربية الشقيقة وشعوبها.
كيف ترى المواقف السياسية بين قطر والأردن تجاه القضايا السياسية التي تشهدها المنطقة؟
تدير كل من دولة قطر والمملكة الأردنية الهاشمية سياسة خارجية نشطة تهدف إلى تعزيز الاستقرار والسلم، وحل الخلافات بالطرق السلمية، فالمادة السابعة من دستور دولة قطر ينص على أن السياسة الخارجية للدولة تقوم على مبدأ توطيد السلم والأمن الدوليين، عن طريق تشجيع فض المنازعات الدولية بالطرق السلمية، ودعم حق الشعوب في تقرير مصيرها، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، والتعاون مع الأمم المحبة للسلام.
ولذلك هناك تنسيق وتشاور حيال مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك والقضايا التي تهدد الأمن القومي العربي، ليس ذلك فقط، وانما هناك تقارب او ربما تطابق في مواقف الدولتين تجاه العديد من القضايا المركزية في المنطقة.
كيف تنظرون إلى زيارة جلالة الملك إلى الدوحة وما هو مدى انعكاسها على العلاقات الثنائية؟
تأتي زيارة حضرة صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم تتويجا لمسيرة العلاقات الثنائية بين القائدين والبلدين الشقيقين وتتويجا لمسار التنسيق والتشاور بين البلدين تجاه مختلف القضايا، خصوصا وان المنطقة تشهد العديد من التغيرات التي تتطلب العمل الدؤوب من اجل استفادة المنطقة وشعوبها منها.
وجلالة الملك حفظه الله يحل ضيفا كبيرا على أخيه صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد ال ثاني حفظه الله وعلى الدوحة والشعب القطري ونحن مسرورون بهذه الزيارة الملكية وبما سينجم عنها من خير وزيادة في أوجه التعاون بين البلدين في مجالات جديدة وواعدة. خصوصا وان هناك لقاءات عديدة جمعت بين كبار المسؤولين في البلدين خلال الشهور السابقة للتباحث حول العديد من القضايا الثنائية بين البلدين وبالطبع فانها تشكل حلقة مهمة في مسار هذا اللقاء الذي يمكن ان نصفه بلقاء قمة اخوية.
كما تعلمون ان التنسيق والتشاور بين البلدين في اعلى مستوياته حول مختلف القضايا المحورية وهناك توافق عام في مواقف البلدين تجاه هذه القضايا وسبل التعامل معها، وهي أيضا في اعلى مستوياتها على مستوى العلاقات الثنائية التي استمرت خلال السنوات الماضية بالمضي بوتيرة متصاعدة وتوسعت خلالها أوجه التعاون المشترك وشملت مجالات جديدة، وتم التوقيع على العديد من الاتفاقيات سواء في المجالات الثقافية والتعليمية والقانونية والجمارك وغيرها في مجالات اخرى. كما تنامت أوجه التعاون وتبادل الخبرات بين البلدين وهي مرشحة للزيادة والتقدم.
هل هناك نية لزيادة حجم الاستثمارات القطرية في الأردن وفتح المجال أمام العمالة الأردنية للعمل في قطر؟
ننظر باهتمام كبير إلى الجانب الاستثماري بين البلدين، ونحرص على التوسع فيه إلى أبعد الحدود لأنه يشكل رافدا أساسيا في دعم العلاقات الاقتصادية بين البلدين ولأنه أيضا يعود بالفائدة المباشرة وطويلة الأمد على الجانب الاقتصادي لكلتا الدولتين.
وكما تابعتم خلال الشهرين الماضيين كانت هناك أكثر من زيارة قام بها رئيس الاستثمار لإقليم افريقيا وآسيا سعادة الشيخ فيصل بن ثاني آل ثاني الى الأردن عقد خلالها عدداً مهماً من اللقاءات مع مسؤولين أردنيين للبحث والتشاور حول تعزيز حجم الاستثمار بين البلدين الشقيقين. خصوصا ان هناك منحة من سمو امير دولة قطر تقضي بتخصيص 500 مليون دولار لدعم القطاع الاستثماري في الأردن.
ونحن مهتمون أيضا بأن يقوم القطاع الخاص ورأس المال بالتحرك النشط والفعال في هذا المجال. وقد التقيت أكثر من مرة مع ممثلين القطاع التجاري والاستثماري ورجال الأعمال، للبحث في زيادة أوجه التعاون وان شاء الله ان تتمخض كل هذه الجهود في زيادة التوسع في الاستثمارات في المجالات المختلفة ومنها الطاقة والسياحة والمرافق العامة واي مجال ذي جدوى اقتصادية واستثمارية يعود بالفائدة على الطرفين.
اما فيما يتعلق بحجم الاستثمارات القطرية في الأردن فقد بلغت نحو 1.5 مليار دولار تركزت في عدة قطاعات وفي مقدمتها القطاع المالي والعقاري والسياحي والطاقة.
شهدت المملكة الأردنية الهاشمية خلال الفترة الماضية زيارة العديد من المسؤولين القطريين إلى الأردن.. حدثنا عن هذه الزيارات وأهميتها؟
صحيح كان هناك العديد من الزيارات المتبادلة بين المسؤولين في البلدين وكانت على عدة مستويات ومجالات وهذا يشير الى طبيعة قوة العلاقة بين البلدين ويشير أيضا الى ان هناك توسعاً في مجالات التعاون وأيضا في تعزيز القائم منها، وقد انعكس ذلك في احد جوانبه على توقيع عدد من الاتفاقيات المشتركة بين البلدين خلال هذه الفترة.
وزيارة جلالة الملك الى الدوحة كما ذكرت تأتي تتويجا لهذه المسيرة منذ اخر زيارة لصاحب السمو امير دولة قطر للأردن في عام 2020، ولقاءات المسؤولين الأردنيين والقطريين جاءت للبناء على هذه الزيارات، اذاً نحن نتحدث عن مرحلة مهمة في مسار العلاقات القطرية الأردنية.
كم عدد الأردنيين العاملين في قطر وكيف تنظر إلى مساهمة العمالة الأردنية في الاقتصاد القطري؟
تجاوز عدد المقيمين الأردنيين في بلدهم الثاني قطر عتبة الـ 60 الفاً وهم بذلك من أكبر المقيمين عددا ووجودهم في مرافق الدولة الرسمية والخاصة وجود حيوي ونوعي.
ومع تخصيص منحة اميرية عامي 2018 وعام 2020 بتوفير 20 ألف فرصة عمل للأشقاء الأردنيين في دولة قطر فان هذا العدد سيشهد ارتفاعا جديدا.
كيف تنظر إلى العلاقات الاقتصادية بين البلدين؟
منذ عام 2011 وحجم التبادل التجاري بين البلدين في ارتفاع، وقد وصل الى ما يقارب ربع مليار دينار سنويا ونتطلع خلال الأعوام القادمة الى ان يتضاعف هذا الحجم وهناك العديد من الفرص لتحقيق ذلك.
واما الصادرات والواردات بين البلدين، فتتركز في عدة قطاعات حيث يستورد الأردن تمورا وزيوتا والغاز المسال والأسمدة ومستحضرات اسمنتية والانابيب وبولي اثيلين وبوليمرات. وتستورد قطر من الأردن منتوجات نباتية وحيوانات حية وصناعات كيميائية واثاثا وتبغا وادوية وخضراوات واجهزة تكييف واشجارا ومواد غذائية واحجارا ورخاما وفوسفات وبوتاس وسيلكات ومستحضرات طبية والبسة.
سجل حجم الميزان التجاري بين الأردن وقطر خلال الربع الأول من العام الجاري ( 2021)، نموا بنسبة 17.5 بالمائة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. وبلغ حجم الميزان التجاري بين البلدين، خلال الربع الأول من العام الجاري، 200 مليون ريال (55 مليون دولار) مقارنة بـ 165 مليون ريال ( 45.3 مليون دولار)، وفقا لبيانات التجارة الربعية لدولة قطر الصادرة، السبت، عن جهاز التخطيط والإحصاء القطري.
اهم الصادرات والواردات بين البلدين:
الصادرات القطرية الى الاردن: الزيوت، والكيروسين، والغاز المسال، والأسمدة، والمستحضرات الإسمنتية، والأنابيب، والبولي إثيلين والبوليمرات،
الصادرات الأردنية إلى قطر: منتوجات نباتية وحيوانات حية وصناعات كيميائية واثاث وتبغ وادوية خضروات اجهزة تكييف واشجار ومواد غذائية احجار ورخام فوسفات وبوتاس وسيليكات ومستحضرات طبية والبسة.
ويبلغ حجم الاستثمار القطري في الأردن نحو 1٫5 مليار دولار.
الاستثمار بين البلدين:
سجلت دولة قطر نصرا رياضيا غير مسبوق عربيا باستضافتها كأس العالم 2022، حدثنا عن هذا الحدث الرياضي الأممي الابرز؟
هذه الاستضافة تشكل نصرا رياضيا غير مسبوق عربيا وليس قطريا فقط، صحيح وهكذا تنظر دولة قطر لهذا الحدث البارز على انه انجاز عربي ويسجل لنا كعرب وليس كقطريين فقط، والحمدلله، الاستعدادات تسير بأفضل حال وهناك إصرار قطري على ان يكون هذا المونديال لحظة فارقة في سجل بطولات العالم، ولن نتحدث في التفاصيل كثيرا فما تم إنجازه على هذا الصعيد بات معلوما للجميع، وقطر برهنت على الدوام بانها قادرة على تحويل التحديات إلى فرص، ومن المؤكد انه سيكون هناك تعاون مع العديد من الدول في هذه الاستعدادات وفي مقدمتها المملكة الأردنية ال?اشمية الشقيقة، فنحن حريصون على العمل الجماعي والاستفادة من كافة الخبرات وتبادلها، ونحن فخورون بمشاركة المملكة الأردنية بإطلاق شعار مونديال 2022 في العاصمة عمان وكل التحية إلــى جـمـيـع الــدول الشقيقة والصديقة على دعمها المستمر لمونديال العرب (بطولة كأس العالم في قطر 2022).