علاقات البلدين تحظى برعاية من القيادتين


أكد سعادة السيد زيد مفلح اللوزي، سفير المملكة الأردنية الهاشمية لدى قطر أن العلاقات القطرية - الأردنية متميزة وتحظى برعاية خاصة من صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية وأخيه حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر الشقيقة، حفظهما الله ورعاهما، وأن هناك تواصلا دائما مع المسؤولين في دولة قطر الشقيقة وباستمرار نبحث عن آليات لتعزيز التعاون في مختلف المجالات.

وقال السفير اللوزي في حوار خاص لـ «الوطن» إن التعاون بين الدولتين قديم ومتنوع، حيث يوجد تعاون عسكري على مستوى التدريب والالتحاق بالكليات العسكرية، فضلا عن التعاون الاقتصادي، فقد بلغ حجم التجارة البينية بين البلدين ما يقارب 2 مليار و300 ألف ريال عام 2019، كما أن هناك تعاونا في مجالات التعليم، مشيراً إلى أن هناك قرابة 3 آلاف طالب قطري مسجلون على مقاعد الدراسة الجامعية في الأردن، كما يوجد آلاف المعلمين الأردنيين الذين يعملون في قطر.
وأكد السفير الأردني أن إجراءات دولة قطر في شأن مواجهة جائحة كورونا مميزة جدا، والدليل على ذلك العدد المنخفض للوفيات قياسا بباقي دول العالم.

وبشأن الأزمة الخليجية قال السفير اللوزي إن الأردن داعم للمبادرة الكويتية لحل الأزمة ويتمنى ألا يطول أمد تلك الأزمة بين دول الخليج.

وأشار إلى أنه لن يكون هناك استقرار وسلام وتنمية في المنطقة ككل بدون حل عادل للقضية الفلسطينية.. مزيد من التفاصيل في حوار سعادة السفير زيد مفلح اللوزي مع «الوطن»:

كيف تصفون سعادتكم العلاقات بين قطر والأردن في الوقت الحالي ؟
- العلاقات الأردنية – القطرية كانت على الدوام علاقات متميزة وتحظى برعاية خاصة من صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني ابن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية وأخيه حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر الشقيقة حفظهما الله ورعاهما، ودائماً نسعى إلى تعزيزها وتقويتها وتطويرها في جميع المجالات وهذا ما عليه العلاقة في الوقت الحالي وهناك تواصل مع المسؤولين في دولة قطر الشقيقة وباستمرار نبحث عن آليات لتعزيز التعاون بين الدولتين في جميع المجالات.

ما هي أبرز مجالات التعاون بين الدولتين ؟
- الحقيقة التعاون الأردني – القطري قديم وعلى الصعيد الرسمي التعاون قائم وكل ما تحتاجه دول قطر الشقيقة من كوادر أردنية للعمل كانت دائماً محل اهتمام وأولوية من جانب الحكومة الأردنية على مستوى القطاع العام فيما يتعلق بمجالات التعليم والصحة والتدريب العسكري وفي قطاعات كثيرة أخرى، حيث بدأ تواجد الأردنيين في دولة قطر للعمل بمجالات التعليم والصحة والهندسة وما شابه ذلك منذ منتصف القرن الماضي تقريبا، وما زالت أعداد كبيرة من الأردنيين يعملون في دولة قطر بجميع المجالات، ونتطلع إلى تعزيز هذا التعاون في المستقبل.

على مستوى التعليم هل هناك مشاريع مستقبلية لزيادة التعاون التعليمي بين الدولتين ؟
- التعاون في مجال التعليم كما ذكرت هو تعاون قديم بين الدولتين، حيث يوجد آلاف المعلمين الأردنيين يعملون في دولة قطر سواء في القطاع الحكومي أو الخاص، كما ان هناك آلاف الطلاب القطريين ممن تخرجوا في الجامعات الأردنية والآن يوجد ما يقارب ثلاثة آلاف طالب قطري مسجلون على مقاعد الدراسة الجامعية في الأردن بمراحل دراسية مختلفة حتى وقتنا هذا، وان كان بعد اندلاع جائحة كورونا منهم من يواصل دراسته أونلاين كما هو متبع في العديد من دول العالم عملا بالإجراءات الاحترازية.

ماذا عن طبيعة التعاون العسكري بين قطر والأردن ؟
- التعاون العسكري بين البلدين هو على مستوى التدريب والالتحاق بالكليات العسكرية.

ما هو حجم التجارة البينية بين البلدين في الوقت الحالي ؟

- في عام 2019 وصل التبادل التجاري بين البلدين ما يقارب 2 مليار و300 ألف ريال، حيث إن هناك العديد من السلع والمنتجات الأردنية نجدها في الأسواق القطرية مثل الخضار والفاكهة والمنتجات الغذائية والأسمدة وغيرها من السلع الكثيرة.

كيف وجدتم سعادتكم الإجراءات القطرية فيما يتعلق بأزمة جائحة كورونا على المستوى الداخلي ؟
- نستطيع أن نقول وبكل إنصاف إن إجراءات دولة قطر لمواجهة الجائحة على المستوى الداخلي هي إجراءات مميزة جدا، وأنا مطلع ومتابع بشكل كبير لتأثيرات تلك الجائحة والإجراءات المتخذة من دولة قطر، وعندما ننظر إلى الأرقام نجد أن عدد الوفيات 200 حالة تقريبا وبالتالي هو رقم منخفض للوفيات ويؤشر على أن الإجراءات الصحية كانت سليمة وعلى المستوى المطلوب وحتى الإجراءات غير الطبية فيما يتعلق بإغلاق بعض القطاعات والعودة التدريجية بفتحها كانت إجراءات جيدة وفي محلها، ونسأل الله أن يحمى المواطنين القطريين والمقيمين على أرض دولة قطر.

ماذا عن التعاون بين البلدين في مكافحة الجائحة ؟
- الجائحة كان لها تأثير على العالم ككل وبالتالي كان لابد من التنسيق بين الدول وبعضها وبخاصة الدول المتجاورة ومن بداية الجائحة كان هناك تنسيق بين وزارتي الصحة في البلدين.

قطر قدمت مساعدات للعديد من دول العالم خلال جائحة كورونا.. كيف تصفون هذا الأمر ؟
- بالفعل قدمت قطر مساعدات طبية لقرابة 78 دولة ومنظمة دولية خلال أزمة جائحة كورونا وهي جهود مشكورة لدولة قطر وهذا يدلل على الوضع المريح على المستوى الداخلي لمواجهة ومكافحة هذا الوباء وبالتالي هذا شيء ينم عن علاقات مميزة لقطر مع الدول الأخرى.

قطر الخيرية قدمت دعما للأردن خلال جائحة كورونا.. كيف ترون هذا الأمر ؟
في الواقع مؤسسة قطر الخيرية مؤسسة مهمة ونجدها تقدم مساعدات في معظم دول العالم، وعندما يكون هناك وضع يتطلب دعما من جانبهم فلا يبخلون عن تقديم هذا الدعم، وأنا مطلع على نشاطاتهم في دول كثيرة، وقد ساهموا في إيجاد مراكز متخصصة للحجر الصحي بالأردن وتحديدا في المراكز الحدودية وهذا شيء مقدر في الحقيقة.

ما هو حجم الجالية الأردنية في قطر حاليا ؟.. وكيف تصفون أحوالهم المعيشية ؟
- الجالية الأردنية في قطر قرابة 61 ألف أردني مقيم ونستطيع القول إن أحوالهم ممتازة وهم يشعرون أنهم في بلدهم وبين أهلهم والحمد لله نحن كلنا عائلة واحدة والشعب القطري هو شعب مضياف وقريب جدا في عاداته وتقاليده للشعب الأردني وبالتالي الأردنيون بالفعل يشعرون بأنهم موجودون في بلدهم.
} من منطلق خبرات سعادتكم في المجال الدبلوماسي.. كيف ترون الدبلوماسية القطرية خلال السنوات الأخيرة وخاصة فيما يتعلق ببعض الملفات الخارجية التي لعبت فيها قطر دور الوسيط لإيجاد الحلول بالطرق السياسية والسلمية ؟
- قطر تتمتع بعلاقات دبلوماسية واسعة ومميزة وهناك نشاط دبلوماسي قطري لافت خلال السنوات الأخيرة، حيث إن قطر بالفعل لعبت دورا دبلوماسيا في العديد من القضايا الدولية لحل الخلافات بين الدول بالطرق السلمية وأحيانا يكون لها دور في إنهاء إشكاليات في دول معينة وهي جهود مشكورة لهم خلال العقدين الماضيين وكان آخر تلك الملفات هو ملف السلام في أفغانستان ونجاح قطر في لعب دور الوسيط بهذا الملف.

الخلافات العربية – العربية زادت مؤخراً.. ما هو السبيل للمّ الشمل العربي من جديد ؟
- نحن نتمنى أن يكون العرب كلهم على قلب رجل واحد ومهما حدث من اختلاف في الرؤى في بعض القضايا ولكن لابد وأن تكون علاقات الدول العربية مع بعضها البعض طيبة وهذا ما نتمناه ونعمل عليه حقيقة في الأردن وهو أن تكون العلاقات العربية – العربية جيدة، ونتمنى أن أي خلاف يتم وأده من بداياته وتعود العلاقات العربية جيدة.

الحديث عن الخلافات العربية يأخذنا إلى الحديث عن الأزمة الخليجية.. ما هو موقف الأردن الحالي من أزمة الخليج والحصار المفروض على دولة قطر ؟
- الأردن يتمتع بعلاقات طيبة مع كل الدول والأردن من بداية الأزمة وهو داعم لمبادرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد، رحمة الله عليه، وما زلنا ندعم المبادرة الكويتية ونتمنى أن يكون هناك نتائج طيبة قريبا وأن تعود العلاقات بين هذه الدول إلى طبيعتها.

هل تعتقدون ان الأمل قائم في حلول دبلوماسية للأزمة الخليجية ؟ وهل تتفقون في أن المتضرر الأكبر من تلك الأزمة هو الشعوب ؟
- هذا ما نتمناه أن تحل أزمة الخليج اليوم قبل الغد وبعض الأحيان نسمع عن معلومات من هنا وهناك بشأن مبادرات قريبة للحل وهذا ما نتمناه، ولا شك أن أي خلافات بين الدول لابد وأن يكون له تأثير على العلاقات والشعوب وبالتالي نحن من البداية كنا نتمنى ألا يطول هذا الخلاف ويحل فورا وأن تجد مبادرة سمو أمير الكويت الطريق للحل لهذه الأزمة ولازلنا نأمل أن يكون هناك حل قريب.

القضية الفلسطينية ما تزال هي قضية العرب المركزية.. كيف ترون مستقبل القضية الفلسطينية وما هو الموقف الأردني منها ؟
- موقفنا من القضية الفلسطينية ثابت وهو ان الحل الوحيد للقضية الفلسطينية هو حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران عام 1967 وإعادة الحقوق للشعب الفلسطيني بحسب القرارات الدولية، وبالتالي لابد من السعى لإيجاد مفاوضات مباشرة مبنية على قرارات الشرعية الدولية للوصول لحل الدولتين.

هل تعتقدون أن الشعب الفلسطيني بإمكانه استعادة حقوقه على أرضه في ظل الظروف الراهنة ؟
-دائما نقول لن يكون هناك استقرار وسلام وتنمية في المنطقة ككل بدون حل القضية الفلسطينية حلا عادلا يتسق مع قرارات الشرعية الدولية بإقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران عام 1967 وان طالت الأزمة.

ماذا عن موقف الأردن من إقامة بعض الدول العربية مؤخرا علاقات مع إسرائيل ؟
- نحن نرى أن أي جهود من الضروري أن تصب في اتجاه إنهاء الاحتلال وإعطاء الفلسطينيين حقوقهم المشروعة وإقامة دولتهم المستقلة بحسب قرارات الشرعية الدولية، ودائماً جهود الأردن كانت منصبة في صالح إقامة سلام بالمنطقة.

هل نستطيع القول إن الاقتصاد الأردن تعافى وبات الوضع الاقتصادي أفضل من ذي قبل ؟
- لا نستطيع القول إن الاقتصاد الأردني قد تعافى لأن الجائحة كان لها تأثير كبير على أغلب اقتصاديات دول العالم وحتى الدول الغنية كان هناك للجائحة تأثير على اقتصادها، وبالتالي الوضع في الأردن كما هو في أغلب دول العالم ونتمنى أن تنتهي هذه الجائحة في أسرع وقت ممكن حتى لا تزيد الخسائر فيما يتعلق بالوضع الاقتصادي العالمي خلال تلك الجائحة.

ماذا عن وضع جائحة كورونا في الأردن حاليا ؟
- الوضع في الأردن كان عكسيا، حيث إن الأمور في بداية الجائحة كانت تسير بشكل ممتاز وكان الأردن من أقل الدول في تسجيل الحالات وكان العدد لا يصل إلى ثلاثة آلاف حالة مسجلة، ولكن منذ بداية شهر سبتمبر الماضي إلى اليوم أصبح لدينا ما يقارب 90 ألف حالة إصابة، وبالتالي هو رقم كبير للإصابات، ولكن من الناحية الصحية والطبية هناك سيطرة على الوضع والقطاع الطبي لدينا ممتاز ومشهود له فيما يتعلق بالرعاية الصحية ونتمنى من الله أن يبدأ عدد الحالات في التناقص بالقريب العاجل.